و ... ماتت التي أحبها !!!
إبراهيم محمد النملة
وجدت الأرض تتركني وترتفع عالياً ، تتعدى قمة رأسي ، وتبتعد كثيراً تكاد أن تلامس الغيم ، رأيتها ترمي لي بحبال واهية ، وتقول لي :-
اصعد إلى حيث أنا !!!...
-1-
لم أعش الحب حتى النهاية ، ولا أعرف كيف تكون نهاية الحب ، لأن جميع الذين أحببتهم
ماتوا !!!....
ماتت ابنة خالتي ذات صباح ، وسقطت كل الورود التي كنت أحملها ....
كانت تحادثني ذلك المساء ، قبل أن تسقط الورود من يدي ، ذلك المساء الذي يسبق سفرهم إلى مدينة مكة المكرمة بوساطة السيارة بساعات ، كانت خائفة من شيء ما ، وكنت أطفئ هذا الخوف في كلماتي ، ليشتعل في قلبي الخوف نفسه ، لم تكف عن ترديد " أرجوك أن لا تنسني مهما يكن ، ضع في قلبك ما في قلبي ولا تهمله !!! ".
قالت لي :-
= أنا لا أريد أن أسافر ، أخاف أن لا أراك مرة أخرى ....
شعرت بخوفها في قلبي ، وبدموعها في عيني ، ولكني هدأت من روعها ، وقلت لها :-
= توكلي على الله ، ولا يوسوس بأفكارك الشيطان ، فالله معك ...
كان حديثي لها مجرد حديث لا يقنع قائله ولكنه يطمئن قلبها ....
أطبقت على السماعة ، وانتهت مكالمتنا ، واشتعل في قلبي الخوف عليها ...
هاتفت مباشرة صديقي ، وأعلمته بخوفي وبخوفها ، ورجوته أن يسافر معي إلى مكة المكرمة ، وأن تكون سيارتنا خلفهم ، فلم يتوان ، وفي فجرية اليوم التالي كنا خلفهما ، نراقبها من بعيد ، وكانت رحلتنا ....
كان أخوها هو من يقود سيارتهم الكبيرة ، ونحن خلفهم نراهم بوضوح ، وبعد أن قطعنا مائة وخمسين كيلومترا خفف أخوها من السرعة ، وانحرف يميناً إلى محطة الوقود ، لم ندخل المحطة ، حتى لا يرونا ، وحين انتهوا من المحطة ، جعلنا مسافة بيننا وبينهم لا تثير فيهم الشك .
كان أخوها يسير بسرعة هائلة ، اضطررنا أن نزيد من سرعتنا ، لتتوافق المسافة بيننا ، وفجأة
انفجر إطار سيارتهم ، واختل توازنها ، فرأيناها تنحرف يميناً وشمالاً ، ومن ثم تخرج عن الطريق وتنقلب أربع مرات ، كان صديقي هو من يقود سيارتنا ، هدأ من السرعة ، وخرج من السيارة بسرعة إليهم ، وبدأ يخرجهم من سيارتهم ، وأنا جامد في مكاني كأني قطعة جليد ، ولساني ينطق " لم تمت حبيبتي .... لم تمت حبيبتي " .
دبت الحركة في جسدي ، فلحقت بصديقي ، وأخرجت جسدها من السيارة وحضنته ، رأسها على صدري وعيناها مثبتتان في نظرة طويلة للسماء ، صرخت باسمها ، وسقطت على وجهها مغشياً علي!!!.....
-2-
ثلاثة وعشرون يوماً قضيتها في المستشفى ، لا أرى أحداً ، ولا أحد يعرف مصيري ، أفقت بعدها
قلبت نظري فيمن حولي ، كنت أبحث عنها ، فوجدت إخواني وصديقي فقط ...
بصوت أجش سألت صديقي عنها ، فلم يعطني جواباً ، سألت إخوتي عنها ، فلم يعطوني جواباً
حينئذ أدركت مصيبتي ، وحينئذ ألغيت اسمي من سجل الفرح ....
بعد عدة أيام قال لي صديقي :-
= ما أصاب أهلها سوى بعض الجروح الخفيفة فقط ....
ورغم أنني كنت أعرف أن حبيبتي ماتت سألته :-
= وماذا أصاب حبيبتي ؟!!!!.....
-3-
ماتت من أحبها ....
و أضعت الطريق نحو محل الزهور
ولم أعد أزرع في حديقة بيتي وردة
ماتت من كانت تصنع في لساني كلمة " أحبك "
أحتاج للكثير من الورق ومن الوقت لأكتب عنها ، أحتاج لمن يسمعني لأبوح له بما في نفسي ، أحتاج لقلب لا يبكي حتى لا أبكي معه !!!!...
أحتاج لصديق يقول لي إنني لا أكتب من خيال ، وإنني لم أمسك الحلم حلماً ....
أحتاج أن أبكي ، وأبكي .... وأبكي .....
وقفة ...
ماتت ولم تمت الحياة ، وبقيت أنا في هذه الحياة ، حتى لا أنساها ....
بقيت حياً بعدما مات الحب في قلبي ، وأصبحت حياتي بلا نساء !!!....
إبراهيم محمد النملة
وجدت الأرض تتركني وترتفع عالياً ، تتعدى قمة رأسي ، وتبتعد كثيراً تكاد أن تلامس الغيم ، رأيتها ترمي لي بحبال واهية ، وتقول لي :-
اصعد إلى حيث أنا !!!...
-1-
لم أعش الحب حتى النهاية ، ولا أعرف كيف تكون نهاية الحب ، لأن جميع الذين أحببتهم
ماتوا !!!....
ماتت ابنة خالتي ذات صباح ، وسقطت كل الورود التي كنت أحملها ....
كانت تحادثني ذلك المساء ، قبل أن تسقط الورود من يدي ، ذلك المساء الذي يسبق سفرهم إلى مدينة مكة المكرمة بوساطة السيارة بساعات ، كانت خائفة من شيء ما ، وكنت أطفئ هذا الخوف في كلماتي ، ليشتعل في قلبي الخوف نفسه ، لم تكف عن ترديد " أرجوك أن لا تنسني مهما يكن ، ضع في قلبك ما في قلبي ولا تهمله !!! ".
قالت لي :-
= أنا لا أريد أن أسافر ، أخاف أن لا أراك مرة أخرى ....
شعرت بخوفها في قلبي ، وبدموعها في عيني ، ولكني هدأت من روعها ، وقلت لها :-
= توكلي على الله ، ولا يوسوس بأفكارك الشيطان ، فالله معك ...
كان حديثي لها مجرد حديث لا يقنع قائله ولكنه يطمئن قلبها ....
أطبقت على السماعة ، وانتهت مكالمتنا ، واشتعل في قلبي الخوف عليها ...
هاتفت مباشرة صديقي ، وأعلمته بخوفي وبخوفها ، ورجوته أن يسافر معي إلى مكة المكرمة ، وأن تكون سيارتنا خلفهم ، فلم يتوان ، وفي فجرية اليوم التالي كنا خلفهما ، نراقبها من بعيد ، وكانت رحلتنا ....
كان أخوها هو من يقود سيارتهم الكبيرة ، ونحن خلفهم نراهم بوضوح ، وبعد أن قطعنا مائة وخمسين كيلومترا خفف أخوها من السرعة ، وانحرف يميناً إلى محطة الوقود ، لم ندخل المحطة ، حتى لا يرونا ، وحين انتهوا من المحطة ، جعلنا مسافة بيننا وبينهم لا تثير فيهم الشك .
كان أخوها يسير بسرعة هائلة ، اضطررنا أن نزيد من سرعتنا ، لتتوافق المسافة بيننا ، وفجأة
انفجر إطار سيارتهم ، واختل توازنها ، فرأيناها تنحرف يميناً وشمالاً ، ومن ثم تخرج عن الطريق وتنقلب أربع مرات ، كان صديقي هو من يقود سيارتنا ، هدأ من السرعة ، وخرج من السيارة بسرعة إليهم ، وبدأ يخرجهم من سيارتهم ، وأنا جامد في مكاني كأني قطعة جليد ، ولساني ينطق " لم تمت حبيبتي .... لم تمت حبيبتي " .
دبت الحركة في جسدي ، فلحقت بصديقي ، وأخرجت جسدها من السيارة وحضنته ، رأسها على صدري وعيناها مثبتتان في نظرة طويلة للسماء ، صرخت باسمها ، وسقطت على وجهها مغشياً علي!!!.....
-2-
ثلاثة وعشرون يوماً قضيتها في المستشفى ، لا أرى أحداً ، ولا أحد يعرف مصيري ، أفقت بعدها
قلبت نظري فيمن حولي ، كنت أبحث عنها ، فوجدت إخواني وصديقي فقط ...
بصوت أجش سألت صديقي عنها ، فلم يعطني جواباً ، سألت إخوتي عنها ، فلم يعطوني جواباً
حينئذ أدركت مصيبتي ، وحينئذ ألغيت اسمي من سجل الفرح ....
بعد عدة أيام قال لي صديقي :-
= ما أصاب أهلها سوى بعض الجروح الخفيفة فقط ....
ورغم أنني كنت أعرف أن حبيبتي ماتت سألته :-
= وماذا أصاب حبيبتي ؟!!!!.....
-3-
ماتت من أحبها ....
و أضعت الطريق نحو محل الزهور
ولم أعد أزرع في حديقة بيتي وردة
ماتت من كانت تصنع في لساني كلمة " أحبك "
أحتاج للكثير من الورق ومن الوقت لأكتب عنها ، أحتاج لمن يسمعني لأبوح له بما في نفسي ، أحتاج لقلب لا يبكي حتى لا أبكي معه !!!!...
أحتاج لصديق يقول لي إنني لا أكتب من خيال ، وإنني لم أمسك الحلم حلماً ....
أحتاج أن أبكي ، وأبكي .... وأبكي .....
وقفة ...
ماتت ولم تمت الحياة ، وبقيت أنا في هذه الحياة ، حتى لا أنساها ....
بقيت حياً بعدما مات الحب في قلبي ، وأصبحت حياتي بلا نساء !!!....