قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا
تحكي هذه الآيات عن حادثة غريبة وعجيبة. ولكنها بالرغم من غرابتها حادثة حقيقية وليست من الخرافات والأساطير. فهي شيء خارق في إطار العلاقات الموجودة بين الإنسان وبين الأشياء المحيطة به. ويضعها القرآن أمام الإنسان ليلفت انتباهه إلى إمكان وجود عوالم أخرى لا دراية له بها، وإلى إمكان تواصله معها بنوع من الاتصال. وانطلاقا من هذا الإمكان يستمع نفر من الجن - المطلعين بمقياس معين على بعض أسرار الوجود من وراء الغيب- ويقولون (إنا سمعنا قرآنا عجبا). غير أنهم لم يكتفوا بسماع القرآن، بل أعلنوا بكل اعتزاز إيمانهم به. فسماع بضع آيات معدودات من القرآن كان كافيًا لهؤلاء المطلعين على بعض أسرار الوجود لكي يعلنوا إيمانهم على الفور وبكل صراحة. هذا بخلاف قريش المتمردة على الإيمان على الرغم من المعجزات والآيات البينات. وهذه الفئة المؤمنة من الجن والسعيدة بإيمانها أظهروا رغبتهم وقرارهم بالعودة إلى قومهم فورا لدعوتهم إلى الإسلام في الحال ودون ضياع دقيقة واحدة.
ولنا أن نتساءل عن سر القرآن الذي أفضى إلى هذا الإيمان الفوري، وعن ميزته التي التقطها هذا النفر من الجن فأرادوا تعميم الاستفادة منها على قومهم. إنه السر المميز الذي تبلد حس كفار ذلك كالعصر عن إدراكه، ففوتوا على أنفسهم فرصة كبيرة للحياة الكريمة، وتتبلد حواسنا أيضا عن إدراكه أحيانا فنفوت على أنفسنا فرصة التمتع بتلك الحياة. إنه السر الذي عبر عنه القرآن بقول هؤلاء النفر: "إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد". فهم قد استمعوا لآيات الله مرة واحدة فتبين لهم للتو أن هذا القرآن يهدي إلى الرشد، وكم مرة نتلو تلك الآيات دون أن نفطن إلى سائر أبعاد ذلك الرشد.
الرشد يعني الاهتداء إلى أصحّ الأُمور أياً كانت دينيّة أو دنيويّة. وإن أردنا تعريف الرشد تعريفاً شاملاً لجميع أنواعه، وفي مختلف المجالات، فيمكن القول إنه عبارة عن نوع من الكمال الروحي والمعنوي، وبفضله تكون للإنسان قدرة الإدارة والمحافظة على إمكاناته وطاقاته الماديّة والمعنوية، وحسن الانتفاع بها والاستفادة منها استفادة قصوى. وتتسع دائرته لتشمل الأفراد والجماعات، وتتسع أيضا لتستوعب كل مجالات حياة الإنسان الدنيوية والأخروية. فكن من كنت واستهدف الوصول إلى الرشد في أي مجال شئت تجد في القرآن ضالتك التي تهديك إلى سبل تحقيق مناك على أكمل وجه.
فاللهم اجعلنا ممن آمن بالقرآن فاهتدى به إلى الرشد، وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
تحكي هذه الآيات عن حادثة غريبة وعجيبة. ولكنها بالرغم من غرابتها حادثة حقيقية وليست من الخرافات والأساطير. فهي شيء خارق في إطار العلاقات الموجودة بين الإنسان وبين الأشياء المحيطة به. ويضعها القرآن أمام الإنسان ليلفت انتباهه إلى إمكان وجود عوالم أخرى لا دراية له بها، وإلى إمكان تواصله معها بنوع من الاتصال. وانطلاقا من هذا الإمكان يستمع نفر من الجن - المطلعين بمقياس معين على بعض أسرار الوجود من وراء الغيب- ويقولون (إنا سمعنا قرآنا عجبا). غير أنهم لم يكتفوا بسماع القرآن، بل أعلنوا بكل اعتزاز إيمانهم به. فسماع بضع آيات معدودات من القرآن كان كافيًا لهؤلاء المطلعين على بعض أسرار الوجود لكي يعلنوا إيمانهم على الفور وبكل صراحة. هذا بخلاف قريش المتمردة على الإيمان على الرغم من المعجزات والآيات البينات. وهذه الفئة المؤمنة من الجن والسعيدة بإيمانها أظهروا رغبتهم وقرارهم بالعودة إلى قومهم فورا لدعوتهم إلى الإسلام في الحال ودون ضياع دقيقة واحدة.
ولنا أن نتساءل عن سر القرآن الذي أفضى إلى هذا الإيمان الفوري، وعن ميزته التي التقطها هذا النفر من الجن فأرادوا تعميم الاستفادة منها على قومهم. إنه السر المميز الذي تبلد حس كفار ذلك كالعصر عن إدراكه، ففوتوا على أنفسهم فرصة كبيرة للحياة الكريمة، وتتبلد حواسنا أيضا عن إدراكه أحيانا فنفوت على أنفسنا فرصة التمتع بتلك الحياة. إنه السر الذي عبر عنه القرآن بقول هؤلاء النفر: "إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد". فهم قد استمعوا لآيات الله مرة واحدة فتبين لهم للتو أن هذا القرآن يهدي إلى الرشد، وكم مرة نتلو تلك الآيات دون أن نفطن إلى سائر أبعاد ذلك الرشد.
الرشد يعني الاهتداء إلى أصحّ الأُمور أياً كانت دينيّة أو دنيويّة. وإن أردنا تعريف الرشد تعريفاً شاملاً لجميع أنواعه، وفي مختلف المجالات، فيمكن القول إنه عبارة عن نوع من الكمال الروحي والمعنوي، وبفضله تكون للإنسان قدرة الإدارة والمحافظة على إمكاناته وطاقاته الماديّة والمعنوية، وحسن الانتفاع بها والاستفادة منها استفادة قصوى. وتتسع دائرته لتشمل الأفراد والجماعات، وتتسع أيضا لتستوعب كل مجالات حياة الإنسان الدنيوية والأخروية. فكن من كنت واستهدف الوصول إلى الرشد في أي مجال شئت تجد في القرآن ضالتك التي تهديك إلى سبل تحقيق مناك على أكمل وجه.
فاللهم اجعلنا ممن آمن بالقرآن فاهتدى به إلى الرشد، وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.